الممثل تايغر شروف أو “جاكي شان الهند

كبيطال بريس :

بقلم : وفاء قشبال

في كل مرة أشاهد فيها أي فيلم من أفلام الممثل الهندي تايجر شروف، يتمثل لي حضور النجم العالمي”جاكي شان” لا ادري كيف، إنما هناك ـ بالتأكيد ـ قواسم مشتركة بين هذين النجمين، تتجاوز مجرد انتمائهما لمدرسة “الفنون القتالية” إلى  وجود تقارب كبير في الهيئة و الشكل، وفي السلوك أيضا. ولن أبالغ إن قلت أن “شروف الابن أو شروف الأصغر” فيه بعض الشبه من النجم “جاكي الشان”، ربما  في جديته، أو في  نوعية المغامرات التي يؤديها  أو في روحه المرحة التي ظهرت بوضوح  لدى”تايجر” في فيلم (جات الطائر) بالخصوص، أو ربما في  هدوءه و كلامه القليل.. إذ حتى في الأدوار التي أداها لحد الان تلاحظ أنه لا يعتمد على قوة الحوار أو الحديث المسترسل، بقدر ما ينصرف للفعل  والإنجاز العملي، سواء  أكان قتالا أو مغامرة وتضحية من أجل إنقاذ بطلته أو ابنته التي لا يعرفها كما في فيلم باغي2 … وهي تيمة عهدها الجمهور في النجم  السينمائي الكبير” جاكي الشان” بالخصوص ولعلها هي طبيعة الإنسان الآسيوي عموما المنشغل بالعمل دوما و المعروف بعدم إهداره للوقت في الحديث و الكلام. هذا فضلا عن الاختيار الذي ظل جاكي شان” وفيا له طيلة مساره السينمائي وهو “الاستنصار للحق ومساعدة الضعيف ضد قوى الشر في كل أفلامه. و أظن “شروف الابن”  يسير على نفس النهج لحد الآن ، ولا أظنه سيغامر يوما بالظهور في دور الشريرـ ربما ـ

هاته مجموعة من النقاط التي أراها مشتركة بين النجم العالمي جاكي الشان”، و”تايجر شروف” النجم الهندي. وكما ذكرت سابقا،فإن البنية الجسمانية و الهيئة الخارجية هي أحد أهم هاته القواسم المشتركة بين النجمين.

صحيح…، لابد لاحظتم أنني سبق أطلقت على البطل “تايجر شروف” لقب “شروف الابن أو شروف الأصغر”، كان ذلك لتمييزه عن والده”جاكي شروف” الممثل المشهور و بطل  أفلام الثمانينيات ببوليود، الى جانب  رفيق دربه النجم “أنيل كابور”و الاخ الأصغر له في فيلمهما الناجح”رام لاكن” ومعهما البطلة  المتميزة “ديمبل كباديا”

نعود ل”تايجرشروف” فهو يمتلك بنية جسمانية رياضية، ويتميز بالرشاقة و الخفة و تقنية عالية في أداء الحركات القتالية ، لا تدع مجالا للشك منذ الوهلة الأولى، في أن الرجل بطل حقيقي وليس تقليدا، ولعل فيلمه”باغي 2″  هو دليل قاطع على كل هذا، وسيظل علامة بارزة في مساره السينمائي. بل تكاد تجزم أنه يستحق أن يمثل بلاده في إحدى بطولات “التايكواندو” أو الكراطي…  وشخصيا لم أفاجأ أبدا،عندما علمت أنه مارس رياضة التيكواندو منذ صغره ، لأنه واضح جدا أن “تايجر” عاشق         و ممارس للفنون الدفاعية منذ نعومة أظافره، من خلال طريقة تنفيذه للحركات الرياضية.                                                    وإن كان العديد من مشاهير هوليود و بوليوود من بعدهم، مارسوا وبرعوا في ممارسة الرياضات القتالية  منهم أكشاي كومار     و فيديوت جاموال مثلا. إلا أن غالبية الممثلين  يكتفون بالتمرن على إتقان الحركات القتالية التي تتطلبها بعض المشاهد في أفلامهم. و الفرق يبقى واضحا بين  الممثل الممارس للفنون الدفاعية و بين الممثل الذي يتدرب فقط، على أداء بعض اللقطات القتالية في أفلامه . لذلك ليست مفاجأة أبدا  معرفة أن النجم الهندي “تايجر شروف”  يمارس منذ صغره رياضة “التيكواندو” ذات الأصول  “الكورية الجنوبية” ،وهو ما يفسر لدي ـ على الأقل ـ سبب هدوءه و ملامحه البريئة ، و التي تجعله يبدو شخصا مسالما تماما، يصعب تصديق أنه وراء كمية الضرب  و الجرح و التكسير التي يتسبب فيها لأعدائه  في كل أفلامه ، فهو بذلك ليس سوى ذاك ” الهدوء الذي يسبق العاصفة” .

وكعادة أبطال “الأكشن” قلما تجدهم يدخلون في قصص عاطفية في أفلامهم . كذلك الممثل الهندي “تايجر شروف”على الرغم من بعده الملحوظ عن قصص الحب والعواطف و العلاقات “المبتذلة ” في أفلامه، إلا أنه يدافع عن بطلته أو حبيبته باستماتة كبيرة،ومستعد للتضحية من أجلها حتى إن سافر من الهند إلى هونغ كونغ، أو دخل إلى عرين الأسد وسط غابة  من القنابل    و الرشاشات… فهو رمز للحب العذري العفيف داخل السينما البوليودية مقارنة مع أبناء جيله. وهي نقطة أخرى يشترك فيها مع “جاكي الشان” بل ومع غالبية ممارسي رياضات الفنون الدفاعية الأسيوية على اختلافها ، هاته ليست دعاية مجانية للرياضات الاسيوية، بل إن  حقيقة  أنها تهذب النفوس و تعود  من يمارسها على الانضباط الأخلاقي و السلوكي ، و تعلمه أيضا الاحترام    و الصبر و التضحية و حسن الخلق … (حقيقة)لا يمكن لأحد نكرانها بشكل عام. وهو ما تلمسه كمشاهد عندما تنظر ل”تايجر” مثلا، تحس أنه شاب خلوق ،مسالم و طيب أو كما نقول بالعامية المغربية ” ولد الناس ومربي ” هذا من زاوية.

ومن زاوية أخرى للنجم “تايجرشروف” موهبة إضافية تجعله الأفضل بين أبناء جيله من ممثلي بوليوود، وهي موهبة “الرقص” والذي يعتبر خاصية أساسية  في السينما الهندية وبصمتها المتميزة عالميا.  وبحكم إمكاناته الهائلة في هذا المجال، فهو يعد  واحدا من النجوم القلائل الذين سجلتهم السينما الهندية كراقصين محترفين  في تاريخها مثل : هريثيك روشان ، و فارون دوان شاهيد كابور، وقبلهم  نجم الثمانينيات “كوفيندا ” ، و لدى الإناث النجمة المعروفة”شريديفي” و”مادهوري ديسكيت ” و قبلهما “ريخا”

وبهذا الخصوص، فقد أكد “شروف الابن” في لقاءات صحفية، أن الرقص هو أحد هواياته منذ طفولته، حيث أعجب برقص”البريك” و كان  الامريكي “مايكل جاكسون” ملهما له.

تايجر شروف”  عندما يرقص تقنياته عالية لا يتملكها إلا راقص محترف، يساعده في ذلك قوامه الرياضي الرشيق. وعندما يخوض المعارك يذكرنا ب”جاكي الشان”،و عندما يحمل الأسلحة  يبدو أفضل و أقدر من يجسد أفلام”رومبو”في نسختها الهندية .

بهاته التوليفة من المواهب والإمكانات التي حباه الله بها، و بتأطير ومتابعة من والديه، نجحا في أن يجعلا منه ممثلا بوليوديا متكاملا .

 

الجدير بالذكر أن ” تايجر شروف”  من مواليد  2 مارس 1990 بمدينة بومباي ، من أسرة بوليودية بامتياز،والده هو الممثل”جاكي شروف”   الملقب ب “فتى بوليوود الأول” وهو أحد رواد السينما الهندية ،و أمه هي الممثلة وعارضة الازياء الهندية إيشا دوت ، له أخت اسمها “كريشنا شروف”

 

شاهد أيضاً

هل شبح الاقالة بات يهدد الركراكي ؟

كبيطال بريس نشرت مختلف وسائل الإعلام المغربية، معلومات عن إمكانية تعيين الحسين عموتة مدرباً للمنتخب …