ادريس الروخ : بنات العساس خلق صالونات للنقاشات الفنية … وعن منافسته لمسلسل الماضي لا يموت” اترك الحكم للجمهور …

كبيطال بريس:

من التشخيص الى الاقتباس إلى الاخراج فتنفيذ الإنتاج والكتابة الدرامية… كلها مذاهب ابداعية، تنقل بينها الفنان ادريس الروخ بسلاسة كبيرة اثبت من خلالها ثقل موهبته الفنية و قوة ادواته الابداعية، قد يكون الامر غير غريب على شاب ترعرع بين أحضان العاصمة الاسماعيلية مكناس بعبق تاريخها وتراثها الثقافي الفني… اذ يكفي ان نذكر بساحة “بولعجول” وحلقاتها، وجلسات”النزايه” بعرصات الزيتون وسهرات فن الملحون وغيرها من أنماط الفنون و العمارة.في هاته البيئة الحضارية ولد إدريس الروخ في يوليو 1968 ورغم توجهه للمجال الرياضي في البداية إلا ان مواهبه الكامنة فيه، ستنكشف عندما توقف عن ممارسة كرة القدم بعد اصابته بكسر على مستوى الساق.
تحول الروخ”إلى المجال الفني دفعه للالتحاق بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، ثم المعهد العالي للفن الدرامي بباريس .. لصقل الموهبة بالدراسة الأكاديمية، ما أسفر عن ميلاد فنان متعدد المواهب اسمه “إدريس الروخ” والذي بصم على مسار فني و مهني متميز باعمال بارزة كان فيها الممثل او المخرج او هما معا في المسرح،كما الدراما و السينما.
ومن اهم الأفلام المغربية التي برز فيها كممثل نذكر : “أصدقاء الأمس” ، “ملائكة الشيطان” “حياة” ،”أكادير بومباي”و”الطفل الشيخ” .
كما عمل مع مخرجين أجانب من فرنسا،امريكا، ألمانيا ،إسبانيا والولايات المتحدة وغيرها،كالمخرج الأمريكي ستيفن كاكان في فيلم “سريانا”، المخرج المكسيكي أليخاندرو كونزالس في”بابل” و الفرنسي جانكا في”ذهب اسود وغيرها من الأفلام.
هاته التجربة المتنوعة اهلت الروخ إلى طرق باب الإخراج،حيث بدأ -طبعا- بإخراج أفلام قصيرة ، الى ان تألق في أعمال تلفزيونية كثيرة جدا أبرزها مسلسلات: دار الغزلان بجزئيه،الصفحة الاولى،فرصة ثانية واخر اعماله مسلسل “بنات العساس” الذي يعرض حاليا في إطار “البرمجة الرمضانية”. وعن هذا المسلسل كان حوارنا مع الفنان إدريس الروخ .

نص الحوار :

حاورته : وفاء قشبال 

كبيطال بريس : سنبدأ من طلبك تحديد موعد الحوار لما بعد انتهاء حلقة مسلسلك ” بنات العساس” معنى هذا انك حريص على متابعة اعمالك اثناء عرضها …؟؟

* صراحة أي عمل أقوم به سواء كمخرج او ممثل رغم الاشتغال عليه بشكل يومي من الإعداد إلى التصويرو الإخراج ثم المونتاج في النهاية ، يبقى العنصر الأهم هو مشاهدته أثناء عرضه “بحالك بحال الجمهور،وبالتالي اكتشاف اشياء والتعرف على اشياء فتيولي عندك واحد الاحساس وكأنك تشاهد العمل لاول مرة …” و شخصيا “أعشق أن أكون من الجمهور لكل الاعمال التلفزية و السينمائية عامة وخصوصا الاعمال التي اشارك فيها سواء كمخرج او كممثل باش نعرف … هنا بالضبط لابد ان اتدخل ذ ادريس … ربما تعشق أن تكون متفرجا انما لا أعتقد انك تشاهد أعمالك كما يشاهدها الجمهور العادي ؟؟؟

* بالفعل ،أحاول أن اتفرج الاستماع بالقصة و الأحداث والتشخيص الممثلين… إنما في نفس الوقت يحضر فيك ذاك المخرج الذي يتابع حركة الكاميرا بشكل اخر والإضاءة و كل التقنيات و الفنيات الموجودة داخل العمل … بمعنى انه”وخا تبغي تكون جمهور ماتقدرش، لانه فعلا هناك أشياء اللي تايفوتني فيها الجمهور لانه يستمتع ويستفيد اكثر مني،لأني تنشوف تفاصيل تقنية اكثر …وتضيع مني ديك المتعة، إلا في بعض الاعادات، حيت تنعاود نشوف بعض الأعمال مرات متعددة باش نستمتع حتى انا بالعمل”

كبيطال بريس : سالتقط منك عبارة”يتفوق علي الجمهور” لأسألك كيف وجدت ارتسامات الجمهور وتعاليقه حول مسلسلك”بنات العساس” ؟وما ابرز الارتسامات التي وصلتك ؟؟

* صراحة توصلت بارتسامات كثيرة جدا، عن طريق الهاتف والاميلات والواتساب والانستجرام .. وكلها فيها أشياء عجيبة جدا،خلقت نقاشا جميلا جدا، نقاشا موضوعيا بناء، نقاشا تقنيا، ادبيا، علميا ،فنيا حول القصة،وهنا أوجه تحية للجمهور لانه جمهور واعي، جمهور يتابع، جمهور شغوف و يحب الفن و يحب القصص المغربية لان المسلسل هو مسلسل مغربي مئة بالمئة و”مسلسل فيه “التمغربيت” والحياة اليومية اللي كتشوفها عند الأسر المغربية”
كما لاحظت أن مجموعات بوسائل التواصل الاجتماعي تناقش يوميا المسلسل و ما سيقع في الحلقة المقبلة ونقاشات حول شخصيات معينة كشخصية الطيب ، معنى ذلك أن هذا النقاش الحاد و الحوارات الجميلة بين الجمهور، و انتم تعرفون ان الجمهور المغربي “ماتيكدبش واللي تيحس بيه تايكولو، واللي تيعبر عليه راه كاين فقلبو… عجبو العمل تيكول عجبني ماعجبوش العمل تيكول كرهتو” وبالتالي فاش تنشوف هاد الاعجاب المتتالي في الاحداث، الحلقات وفي الأحاسيس، بالممثلين بكتابة السيناريو دبالاخراج… معنى ان هناك ايضا ثقة في العمل التلفزيوني الدرامي المغربي”

 كبيطال بريس : طيب، وما ابرز الارتسامات التي وصلتك او تعليق معين على المسلسل سواء بالإيجاب او السلب او نركز على الإيجابي أولا …؟؟

* لا هو دائما تبقى المسائل نسبية والمطلق لا وجود له في اي شيء، معنى انه” تيبقى واحد نسبة كبيرة او صغيرة ديال الملاحظات والانتقادات” وهو شيء صحي علميا و فنيا و أدبيا وينبغي أن نتعامل معه إيجابا..
وبالنسبة للتعاليق، هناك مجموعة من الجمل التي وضعت بمجموعات وسائل التواصل الاجتماعي مثل :  “هاد المسلسل قفزة في الدراما التلفزيونية المغربية”
“هاد المسلسل عطانا الثقة لمشاهدة الاعمال التلفزيونية المغربية” 
و” أن شخصيات المسلسل شخصيات واقعية وكأننا تنشوفها معانا فلبيت” وبالتالي تحس بالإحساس الصادق للجمهور اتجاه العمل. وصالونات النقاش هاته هي التي تعطيني التحفيز للاشتغال على عمل تلفزيوني مغربي آخر يتحدث على ” حياتنا حنا” لأنها هي الاساس،باش نوصلو للعالمية ماتنمشيوش للعالمية  بالعالمي  وانما تنمشيو بما هو محلي، وبماهو مغربي” طبعا بالتقنيات والاليات وبالصبر…

كبيطال بريس : طيب، واضح أن الارتسامات الإيجابية كثيرة ومتعددة انما لابد من بعض الانتقادات ايضا، فما هي أبرز الانتقادات التي بلغتك لحد الآن .. ؟

* انا فوجئت بانتقاد حول سن الممثلتين الكببرتين كمنى فتو و دنيا بوطازوت، ” وانه كان خاص يجيبلو 2 شابات اللي يلعبو الدور ديال مراهقتين” أولا اصحح أنهوم ماشي مراهقتين بل فتاتين في مرحلة العشرينيات وما فوق”  والاساس هو الاحساس و التلقائية وصدق المشاعر في التعامل مع الشخصيتين ،وكان من الصعب ايجاده في ممثلتين اخرتين وخصوصا ان الاستمرارية الزمانية لهاتين الشخصيتين مع تسلسل الاحداث في المرحلة الثانية و الثالثة يجب ان يكون متكاملا من طرف نفس الممثل الصانع للحدث والمعطي للاحساس.” فدنيا لما لعبات هاد الدور عطاتو داك الاحساس بالصوت ديالها وبلكرينات دشعرها ،وصغرناها بلمكياج،اللباس… و نفس الشئ مع منى فتو, ولعبو الدور وكانو صادقين”
و”أنا مانقدرش نغامر بالاحاسيس وبصدق الشخصية ،ونجيب ممثلتين اخرتين أصغر سنا،وأظن أننا جبنا بزاف ديال الشباب والمواهب اللي برهنو انهم بارعين وقدرو يخلقو الحدث”

كبيطال بريس : هذا جواب كنت انتظره، ولن نختلف حوله،إنما أردت من طرح السؤال ان اصل معك إلى واحدة من اهم المهن السينمائية وهي “اامكياج” بمعنى هل لازلنا بعيدين على التحكم في عمر الممثل بالمكياج فقط،كما نشاهد في الأعمال الدولية و حتى العربية ؟؟؟

* ” لا،وصلنا لها لهاد المستوى… غير لما تتبغي تخلق من الممثل شخصية معينة لى المستوى الجسدي،وعلى مستوى ملامح الوجه…هاته المسائل تأخذ  وقتا كبيرا وعوض التصوير في 3 او 4 أشهر سيأخذ سنة ” حيت خصنا نحبكو الجسد ونحتوه، ولدينا القدرة لفعل هذا،لكن الآن كدراما تلفزيونية مغربية،تراعي أدوات وشروط وآليات معينة،وبالتالي عندما تشتغل مع ممثلتين كبيرتين تيعطيوك الصدق والأحاسيس والمعاناة..فكتنسى التركيبة الجسدية وتتمشي للتركيبة النفسية والتركيبة نتاع المشاعر، وتتحس بنفسك داخل الشخصية عن طريق الصوت وعن طريق الدموع ديالهوم” فتقول انه اهم “اني نكون مع الاحاسيس الصادقة اكثر من اني نكون مع “مومياء او مانكان” او شي فارغ ، وأنا كنبغي الأشياء المليئة بالعاطفة والمشاعر و الاحاسيس” …أيضا كل ماهو مزيف يبقى مزيفا… “واخا نديرو أنواع ديال المكياجات،في النهاية راه الإحساس هو اللي تيكون اهم”

كبيطال بريس : نعم صحيح، صحيح، إنما الجمهور غالبا ما يقارن الانتاج المغربي بالانتاجات العالمية،ويأمل أن يرى في الأعمال المغربية ما يراه في الأعمال الأجنبية التي تراعي أدق التفاصيل 

* بالفعل هاته غيرة الجمهور المغربي على الإنتاجات المغربية،وهو امر مهم جدا، و أتفق معه 1000 في 100″ ..ونحن في الطريق الصحيح لتصبح الدراما المغربية مسايرة للتطورات العالمية العالمية باذن الله، فقط ” خاص الاجتهاد،خاص شوية دلوقت” …واحنا راه ماشي بعاد والامكانات ولات عندنا،سواء الفنية،التقنيةو حتى المادية…زائد عندنا”المادة الرمادية” باش نفكرو أكثر ونلقاو حلول أكثر في الاشتغال على أي نوع من القصص، وما يلزمنا هو الانتاج القوي ،خاص نتجو بزاف،والعمل أكثر على المواضيع المغربية في بيئتها المغربية باش تولي نظرة الجمهور المغربي للأعمال 100/100 مغربية مغربية و مانبقاوش نميلو الى ماهو شرقي او تركي او …” وتصبح لدينا أيضا انتاجات محلية قادرة على تخطي الحدود باتجاه الشرق والدول الغربية و البلدان المغاربية لما لا؟ لانه الاخرين معجبون “بالفن ديالنا ،غير احنا ماعندناش داك الصيت وداك الانتشار الكبير عندهوم”  انما اذا كان الانتشار بطريقة رسمية ،وتبرمج اعمالنا لتشاهد في مصر والاردن وسوريا ولبنان.. عبر تلفزاتهم الرسمية،خصوصا أن حاجز اللهجة المغربية تم تجاوزه بدليل ما وصلت له الأغنية المغربية،و”احنا الجمهور المغربي ولى تيتكلم بالهندية كاع” . ولأن الصورة تتحدث، فيوما بعد يوم وسنة بعد سنة سيصبح الطلب على الإنتاجات المغربية، لأنها أيضا تعتمد ممثلين كبار و مخرجين وكتاب كبار…بمعنى يلزمنا فقط التحفيز و التشجيع.

كبيطال بريس : ربما تجربة ام بي سي 5 MBS ،جاءت في هذا السياق،او كيف تراها من وجهة نظرك ؟

* … هي نوع من الاستعانة بالخبرة المغربية للانتشار خارج الحدود وهذا في حد ذاته سيخلق الان تنافسية وغيرة على المنتوج الوطني ليكون ذا قوة على مستوى الانتاج،المواضيع،الممثلين و المخرجين..والان علينا أن نفكر أكثر في الاشتغال على أعمال تمثل الانتاج الوطني المغربي داخل و خارج المغرب .

كبيطال بريس : طيب، على ذكر التنافسية ،في اعتقادك هل نجح مسلسل”بنات العساس هذا الموسم في خلق تنافسية مع مسلسل”الماضي لا يموت..” ؟؟؟ في إطار التنافس الفني المشروع..،.والمرغوب طبعا.

* التنافسية مهمة جدا ومشروعة،مرغوبة بدون قصد”بدون ماتقصدها” لأن التنافسية تعني الاشتغال على الجودة،الاشتغال على مواضيع مختلفة،الاشتغال على أدوات و آليات التصوير بطرق مختلفة وعلى احاسيس بطرق مختلفة. ومشروعية التنافس أعتقد، مهمة داخل نسق الانتاج الوطني،لانه يكبر و يتنامى ويصبح قويا بفضل هذا التنافس الشريف في الأعمال المغربية التي تحظى باحترام الجماهير ،وكل عمل حقق نسبة معينة من المحبة و الصدق لدى الجمهور،هو ربح للإنتاج الوطني وللمشروع المغربي للدراما التلفزيونية.

نعم،اذن بصراحة،هل تحس أن “بنات العساس” خلق هاته التنافسية هذا الموسم لمسلسل الماضي لا يموت ..نعم او لا ؟؟

* خالق،وبنات العساس” أحبابنا ام كرهنا صراحة هو وصل إلى الجمهور المغربي وحقق نسب مشاهدة عالية جدا من المتابعة ،واستطاع أن يثير نقاشا واسعا داخل الأسر المغربية ، وهذا في حد ذاته هو الربح،هو الانتصار وهو الانتشاء بلذة الاشتغال في عمل تلفزيوني مغربي بإخلاص وبصدق وغير ذلك.”انا قلت لك أن الدراما المغربية هي الرابحة،والجمهور المغربي هو الرابح وكلنا غادي نربحو” واضيف، التنافسية هي موجودة،و”بنات العساس يعطي هاته القوة و التنافسية للعمل التلفزيوني الماضي لا يموت ” او لأعمال اخرى هو مهم جدا. وهاته تنافسية شريفة ومؤهلة لتعطينا القوة و القدرة لفتح باب الاشتغال طويلا علىىانواع من الدراماالتلفزيونية… معنى ان هناك تنافسية للاشتغال على مواضيع أكثر من التركيز على عمل بعينه لأن “احنا ماتنتنفسوش مع فريق باش نفوزو في بطولة” لأننا لسنا في كرة القدم وإنما نعمل من اجل صناعة دراما تلفزيونية مغربية محترمة والجميع مساهم فيها.

ولو “السي ادريس” يبقى انه هناك بطولة طالما ان هناك مفاضلة بين الأعمال المعروضة على الجمهور او لا ؟

* هو الجمهور المغربي ذواق،ولديه ميزة التمييز بين هذا و ذاك. انا لا يمكنني أن أكون حكما وأنا داخل اللعبة فالحكم موجود وانا فقط،عنصر من عناصر اللعبة داخل نسق الدراما التلفزيونية ،و هاته اللعبة/الدراما،نريد أن نلعبها بصدق ونكون جميعا مخلصين، لأن الإخلاص في العمل هو اهم شيء في نجاحه.

طيب،قبل الختم هل تريد إضافة اي شيء او فكرة ربما لم تطرح من خلال الاسئلة.. تفضل؟

* اولا، أريد ان اشكركم على هذا اللقاء والحديث الشيق وهاته الأسئلة الذكية والجميلة جدا والموضوعية وفي نفس الوقت أتقاسم معكم طموحي في ان نؤسس لقفزة نوعية في خلق اعمال تليق بمجتمعنا ثقافتنا بذكائنا و هاته القفزة لا يمكن ان تتم عن طريق فرد بل هي كل متكامل والجميع يشترك فيها، مبدعون،تقنيون،مسؤولو شركة الانتاج،القنوات المغربية،بالإضافة للنقاد،الصحافيين والإعلاميين ككل. ويجب فقط أن نكون ايجابيين لأن ماهو إيجابي يعطينا الاحساس بأننا نستطيع أن نصحح اكثر وأكثر. شكرا لكم

كبيطال بريس : بدوري أشكرك على الوقت وسعة الصدر والصدق المعهود في إجاباتك المخرج و الممثل إدريس الروخ .

 

انتهى

 

من كواليس التصوير 2021

شاهد أيضاً

  نتنياهو يسعى للرد على إيران

أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي”بنيامبن نتنياهو” يدعم شن هجوم للرد على الهجوم …