وفاء قشبال
الندوة العلمية بعنوان : “الغابة والموارد المائية: توازن حيوي يجب الحفاظ عليه”
سجلنا بارتياح كبير تبوأ عنصر”الماء” مكانته القارة ضمن فعاليات مهرجان افران الدولي، من خلال ندوة علمية إيكولوجية متنوعة تضم أساتذة وخبراء وأكاديميين، فقط نأمل أن يتم الانتباه مستقبلا،إلى ضرورة تقديم عروض و مداخلات الأساتذة الأفاضل، باللغة الدستورية للبلاد أو حتى باللهجة الدارجة أو الأمازيغية، وتجاوز بالتالي عائق اللغة الفرنسية لدى الـأساتذة المحاضرين حتى و إن كان تكوينهم “فرونكوفونيا” .
نشير إلى أن تقديم تلك العروض القيمة باللغة العربية، أو على الأقل بعربية”بيضاء” مبسطة ومتخففة من قواعد اللغة و نحوها و إعرابها، هو أمر إلزامي وضروري ينبغي الانتباه له، مادمنا نرفع شعار “التوعية و التحسيس” ولبلوغهما لابد من استخدام اللغة التي يمكن فهمها و استيعابها من قبل الجميع، خاصة و أن الموضوع حساس جدا وتقني جدا جدا . وبقدر تبسيط الخطاب بقدر ارتفاع منسوب الفهم و التحسيس بين الحاضرين.
الندوة تميزت أيضا بطرح سؤال هام لم يتطرق أحد الأساتذة للرد عليه، علما أنه سؤال يربط الاهتمام المحلي بالاستراتيجيات الايكولوجية الوطنية.
تجدون السؤال بالكامل في الرابط أدناه :
بخصوص السهرات الأربعة :
التقديم معطى أساسي في أي مهرجان و أي منصة، ما يحسب للمنظمين و للمقدمة بالخصوص ، التزامها بالزي الأطلسي التقليدي، إلى جانب اللغة الامازيغية. علما أن تقديم المهرجان تم باللغتين الامازيغية والعربية “البيضاء”

كما توفق المنظمون وعلى رأسهم مدير المهرجان الفنان نبيل جاي، في الحفاظ على ال”تيمة” الفنية للمهرجان، ألا وهي الاحتفاء بفن أحيدوس و مختلف فنون جبال الأطلس، و الأهم هو إشراك فناني الجهة في برنامج المهرجان، أمثال القيدوم “ميمون أورحو” و مجموعته إلى عبد العزيز أحوزار،لحسن شيبان، لحسن لخنيفري،يامنة العمراوي، بدر أوعبي، سناء سلطانة، إلى إيمان الحاجب و المدكوري.
إلى جانب إشراك أسماء وازنة على مستوى الأغنية الشعبية كالدودية، وأسماء أخرى حققت أغانيها من”البوز” ما خول لها اعتلاء منصة التاج، مثل”جايلان” و الإخوان بلمير


ومن البعد المحلي والوطني إلى البعد الافريقي، الذي تجلى في إشراك فرقة Magic System“ من ساحل العاج، التي أدت أشهر أغانيها على الإيقاع الافريقي المعروف ب Zouglou .
هذا وقد جرى افتتاح المهرجان كالعادة بسمفونية أحيدوس، بحضور أول “مايسترا” لفرقة أحيدوس “سلمى جدوبي”.

تبقى بعض الاختيارات غير موفقة، وتأكد ذلك بالملموس من خلال برود تفاعل الجمهور مع بعض الفنانين، ومغادرته أرضية ساحة التاج مبكرا، ومن خلال أيضا عدد تدخلات رجال الأمن الذي فاق المعتاد خلال سهرة فنانين بعينهم.
وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال جمهور إفران و زواره كأحد أبرز الجوانب المضيئة في المهرجان، إذ تجاوز الحضور المئة ألف… ناهيك عن التجاوب الفعلي مع الفنانين وأغانيهم المعروفة.
جانب مضيء جدا في المهرجان، تلك الفسحة التي تخصص لصلاة العشاء حيث يتوقف كل شيء، لا غناء و لا موسيقى لحوالي نصف ساعة من أجل أداء صلاة العشاء و هي عادة رافقت المهرجان منذ إحداثه، وتميزه عن باقي المهرجانات بعيدا عن الشق الفني.

عندما نذكر الكم الهائل من الحضور، لابد من استحضار معايير الأمن و السلامة، و هي مسؤولية يضطلع بها رجال الأمن الوطني و القوات المساعدة والوقاية المدنية.. التي كانت تؤتت فضاء ساحة التاج طيلة السهرات الأربعة ، وكانت عناصرها منتشرة بين الجماهير في تدخلات استباقية للحفاظ على أمن و أمان جمهور و ضيوف المهرجان، كما طوقت الساحة والأحياء المجاورة وكل الشوارع المؤدية لها على امتداد أيام المهرجان.

ومن أبرز الجوانب المضيئة التي لا يمكن القفز عليها تماما هو “عامل النظافة ” ليس تعاطفا معه، فهو عامل كالعمال لا يختلف عنهم في شيء، غير أن عمال النظافة هنا لا ينتظرون انقضاء المهرجان للقيام بعملية التنظيف، بل يباشرون عملهم لحظة بلحظة، ولا يذهبون للنوم إلا بعد تنظيف الساحة مما علق بها، ولكُم أن تتخيلوا100 ألف شخص، كم الفضلات التي يخلفونها دفعة واحدة. ناهيك عن الشرائط الورقية المقدوفة، كمؤثرات بصرية و تنشيطية.

تفرعات و أنشطة متعددة
نشير إلى أن ساحة التاج ومرافق أخرى شهدت تنظيم العديد من الانشطة في اطار المهرجان كسباق 5 كلم على الطريق في دورته الأولى هاته السنة، والمنظم من طرف جميعة النادي الرياضي لألعاب القوى بإفران. جرى تنظيم أيضا دوري في الكرة الطائرة، وآخر في كرة”الريشة” . هذا بالإضافة لمسابقة في الرسم موجهة لأطفال المخيمات الصيفية، إلى جانب معرض الصناعة التقليدية المفتوح. كما تضمنت اخر سهرات المهرجان لحظة تكريم و اعتراف في حق الإعلامية والشاعرة سميرة أونبي ، ابنة إفران و الأكاديمية في الأدب الأندلسي والإعلام السمعي البصري. وكذا تكريم البطل العالمي رشيد المرابطي، المعروف بلقب “إمبراطور الصحراء”، بطل سباقات الماراثون الصحراوي على الصعيد العالمي، كما جرى تكريم المهندس المغربي ميمون أوشعو، ابن منطقة زاوية سيدي عبد السلام، وهو حاصل على براءة اختراع لنظام ألعاب كمبيوتر متعددة، إضافة إلى خبرته الواسعة في قيادة المشاريع الكبرى والمعقدة على المستوى الدولي.
هذا التنوع الكبير في الأنشطة و المجالات التي تنتمي لها من ثقافة وفنون، رياضة، صناعة تقليدية،علوم و إيكولوجيا… (هذا التنوع) إلى جانب التوفق في إنجاح المهرجان في شموليته، هو جانب اخر من الجوانب المضيئة و اللامعة بالنسبة لمنظمي المهرجان و كافة المتدخلين من مصالح داخلية وخارجية، سلطات الأمنية و وقائية،جمعيات فنية ورياضية و تعاونيات حرفية ولجن الإعلام و التواصل …
. يذكر أن هاته الدورة السابعة من المهرجان، تنظم من قبل المكتب الجديد لجمعية منتدى إفران للثقافة والتنمية (AFICED) مابين23 و 26 يوليو2025، بشراكة مع السلطات المحلية والإقليمية ومجلس جهة فاس-مكناس، تحت شعار “الماء، مصدر الحياة ورهان التنمية” ما يعكس بجلاء أن مهرجان إفران ليس محطة صيفية ترفيهية بل رسالة إنسانية لحماية الأرض و مواردها المشتركة، ووسيلة لتشجيع المواهب وتنمية المجمتع وحفظ موروثه الثقافي.