د خطاب : تلزمنا ارادة سياسية للقيام بعمليات زرع النخاع ببلادنا

حاورته : وفاء قشبال

تفاعلا مع المداخلة القيمة  للبروفسور محمد الخطاب  و استجابة  لدعوته التي وجهها لكل  جمعيات المجتمع المدني من أجل المزيد من التوعية و التحسيس بمرض السرطان ، أجرينا  معه  هذا الحوار الغني و المفيد على هامش ندوة نظمت بالرباط،إيمانا منا بأدوار الصحافة النزيهة “المواطنة” التي ينبغي أن تنخرط في كل ما من شأنه خدمة الصالح العام و لا سيما التنوير و التوعية بطرق السلامة الصحية للمواطنين و نجاعة العلاج و الولوج إليه … هو ما دفعنا منذ البدء في صحيفة كبيطال بريس الالكترونية إلى تخصيص قسم خاص بالثقافة  الصحية، الذي تشرفت  باستضافة البروفيسور الخطاب ضمنه و سعدت بمحاورته .

 وكما يقال المناسبة شرط،  و مناسبة الندوة و الحوار معا، كان هو الاحتفال باليوم العالمي لمحاربة سرطان الطفل.

البروفيسور الخطاب ضيف كابيطال بريس الالكترونية، هو أستاذ بكلية الطب و الصيدلة بالرباط،  رئيس مصلحة أمراض الدم و الأورام بالمركز الجامعي ابن سيناء.

في البداية دكتور خطاب ، نسبة نجاح العلاج بالمغرب قلتم تصل ل 50 بالمائة في حين بالدول الأوربية تصل إلى 80 بالمائة ما الذي يفصلنا عن 30 في المائة المتبقية ؟؟                                                                                       ج: ما يفصلنا عن تحقيق نسبة 80 بالمائة من العلاج :                                                                                                 أولا  ـ  عدم التشخيص المبكر،أي وصول المصابين في مراحل متقدمة من المرض.                                                    ثانيا  ـ تخلي المصابون أحيانا عن مواصلة العلاج ، بسبب بعد المراكز الاستشفائية عن مقر سكناهم ،ونظرا لطول مدة العلاج التي يتطلبها السرطان، لأنه من الضروري متابعة الحصص كل أسبوعين أو 3 أسابيع طيلة أشهر أو بضعة سنوات، و أحيانا يمل المريض و يتخلى عن العلاج و تبلغ نسبة المتخلين عن العلاج  سنويا 10 بالمائة من المصابين.                                                                                                                                                                   ثالثا ـ غياب علاج القرب اللازم، للتدخل سريعا في حالة تعرض المريض لمضاعفات اعتيادية،عقب يومي حصة العلاج نفسه ، كارتفاع درجة الحرارة مثلا، وهو ما يؤدي أيضا للرفع من معدل الوفيات ببلادنا بنسبة 20 بالمائة.        ـ إنما بدرجة أولى إذا لم نشجع التشخيص المبكر لا يمكن أن ننجح في علاج السرطان ببلادنا بنسبة 80 في المائة كما هو الشأن بالدول الأوربية حتى لو توفرت لنا كل الوسائل.

س : وبالنسبة  للولوج للعلاج و مدى توفر العلاج ببلادنا ؟

ج : كل الادوية موجودة ، و تكلفة العلاج تتكفل بها مؤسسة “للاسلمى ومن عندهم “الرميد” لهم الحق في الولوج للعلاج أيضا، انما المشكل هو في نظام المستشفيات و القوانين المنظمة لشراء الأدوية، فمؤسسة للاسلمى” توفر الامكانات المادية لشراء الأدوية اللازمة،لكن الوزارة باعتبارها مؤسسة عمومية،لا يمكنها اقتناء الأدوية إلا نظام العروض،وهي إجراءات قانونية قد تطول و تؤدي في بعض الأحيان إلى قلة الأدوية بالمستشفيات و المراكز الصحية في انتظارالعروض، لذلك يجب التفكير في طريقة أخرى لتسهيل مساطر اقتناء الأدوية أما الميزانية متوفرة بفضل مؤسسة للا سلمى”.

س :   البعض يتحدث عن أدوية للسرطان  لا تتسبب في آثار جانبية  كتساقط الشعر ..  لكنها مكلفة  هل هذا صحيح ؟؟؟

ج : لا ، كل الأدوية الموجودة بالعالم بأسره تتسبب في مضاعفات جانبية للمريض، لأن العلم لم يتوصل بعد لاختراع دواء يذهب لعلاج السرطان بشكل مباشر  إذن في انتظار ذلك يلزمنا المزيد من توفير وسائل علاج هاته المضاعفات ، فالأدوية المتوفرة لحد الان ، تعطى كعلاج للسرطان ،لكنها تجري في الدم و يمكن أن تذهب حتى للخلايا السليمة و تهدمها، و في انتظار أن تسترجع  هاته الخلايا قوتها ينبغي أن يتوفر للمريض(الدم والمضادات الحيوية..)  بمعنى أنه في حالة ارتفاع حرارة المريض بعد حصة العلاج مثلا، لابد من تدخل طبي سريع                                                               ـ إذن دكتور لابد من علاج تكميلي الى جانب العلاج الأساسي للسرطان نفسه ؟؟       

   ج : نعم و بدون العلاج التكميلي لا يمكننا أن نصل لتحقيق 80 في المائة من علاج مرض السرطان و سنظل نحقق  فقط نسبة 50 في المائة فقط” هاد العلاج التكميلي هو اللي تينقصنا” تؤكدون على نفس النقطة دكتور خطاب ما يعني أنه لايزال هناك خصاص حقيقي على مستوى المنشات و المراكز الصحية  لعلاج القرب و خصوصا بالمناطق النائية … بالتالي “اهنا تيجي” دور المجتمع المدني دكتور، هل ترون أن المجتمع المدني يمكن ان  يساعد على  محاربة السرطان أو أي مرض آخر  و كيف ؟؟؟

ج : طبعا في العالم بأسره لا في أوربا و لا في أمريكا، لم ينجحوا في علاج مرض السرطان بنسبة 80 بالمائة إلا بفضل المجتمع المدني الذي يضغط بطرق متعددة من أجل التدخل أكثر فأكثر لانقاد الأطفال المصابين بالسرطان ،وتوفير الأدوية و كافة العلاجات لهم،و بفضل المجتمع المدني أيضا، رفعوا شعار”لا ينبغي أن يموت أي طفل بالسرطان”اذن على المجتمع المدني ببلادنا أيضا ان يمارس الضغط على المسئولين و الوزارة الوصية للمزيد من الاهتمام بالأطفال مرضى السرطان و توفير العلاج لهم. خاصة وأن عددهم محدود، لو فقط تم تكوين 20 طبيبا يوزعون عبر جهات المملكة ليساعدوا على تخفيف الضغط على المراكز الاستشفائية الجامعية “كنا غنمشيو بعيد”

س :  طيب دكتور سبق وذكرت سرطان الطفل في مقابل سرطان الكبار، وبالتالي سؤالي : هل هناك تصنيفات و أنواع من السرطانات ؟؟؟

ج : صحيح هناك أكثر من 100 نوع من السرطانات لكن الأنواع الأكثر شهرة هي 16 نوعا      سرطان الدماغ،سرطان الغدد اللمفاوية،سرطان الغدد غير اللمفاوية،سرطان الكلي،سرطان العظام،السرطان المرتبط بالجهاز العصبي… وعموما كل نوع من هاته  السرطانات، له تفرعات و كل تفرع له علاجات معينة ( ما تلزمه الأشعة، و ما لا تلزمه الأشعة، ما تلزمه مدة 6 أشهر من العلاج، وما تلزمه سنة أو سنتين و هكذا. إذن هناك 100 حالة تدخل في إطار 16 نوع من السرطانات المعروفة عالميا…

س : ماهي خصوصية سرطان الطفل مقارنة بسرطان الكبار ؟؟

ج : أولاما يميز الخلايا السرطانية لدى الأطفال، أنها تتكاثر بسرعة عكس الخلايا السرطانية لدى الكبار التي تتكاثر ببطء شديد، ومن المعروف علميا أن الدواء يقضي على كل ما يتكاثر بسرعة” و هو ما يفسر صعوبة علاج سرطانات الكبار و سهولة علاج سرطانات الأطفال بحكم أنها قابلة للعلاج بالأدوية دون اللجوء للجراحة و الأشعة ، ولذلك أيضا تصل نسبة العلاج إلى 80 بالمائة كمعدل،و أحيانا ترتفع إلى مائة بالمائة  في أنواع معينة من سرطانات الأطفال ، أو إذا ما تم الكشف مبكرا عن المرض. أما بخصوص سرطانات الكبار فنسبة علاج لا تتعدى 40 أو 50 بالمائة .

” سرطانات الأطفال لا يصاب بها الكبار و العكس صحيح ” . 

س : كم عدد الحالات المسجلة سنويا  فيما يخص سرطان الطفل؟؟

ج : فيما يخص سرطان الطفل حوالي 1000 حالة سنويا أي ما يمثل 3 بالمائة من مجموع السرطانات عموما

س: ماذا دكتور عن إمكانية رجوع المرض لذات المريض بعد الشفاء ؟؟

ج : صحيح حوالي 30 بالمائة من المرضى الذين تم علاجهم يعاودهم المرض،وهي  بالعالم أجمع لازال البحث العلمي منكبا لدراسة هاته الفئة التي يعاودها المرض للتعرف عليها وتمييزها منذ البداية عن طريق التحاليل المخبرية المعمقة، من أجل تقرير علاجها عن طريق زرع النخاع مباشرة، لأن زرع النخاع يمنع رجوع المرض.

س : لماذا لايزال زرع النخاع بالمغرب غير ممكن الى حد الساعة ؟ هل بسبب نقص في الأطر المختصة أو في الوسائل التقنية و التجهيزات الطبية ؟

ج : أنا أقول بلزمنا فقط إرادة سياسية أما الكفاءات فهي موجودة و يمكن تطويرها و تكوينها ، لو كانت فعلا إرادة لتوفير المستلزمات الضرورية، هناك بعض النوايا من جهات معينة، إنما تظل مجرد نوايا ولم نرى أي شيء على أرضية الواقع.

ولنصل الى زرع النخاع بالمغرب لابد أن نمر إلى البناء الفعلي للوحدات الخاصة بالزرع، و تكوين الأطباء و الممرضين في هذا التخصص .

س : طيب دكتور خطابي هل تريد إضافة أي توضيح أو شيء لم أسألك عنه ؟؟؟

ج : من الأشياء التي ينبغي أن نناضل من أجلها هو علاج القرب بداخل القرية و المدينة نفسها، لأنه لابد من توفر العلاج  التكميلي ما بين حصص العلاج السرطان . ثم لابد من إحداث سجل لسرطان الطفل لضبط عدد الإصابات، عدد الوفيات، أسباب التخلي عن العلاج… لأن السجل سيسهل علينا فهم كل هاته الأشياء و بالتالي  تحسين أكثر فأكثر علاج سرطان الطفل بالمغرب.

شكرا دكتور خطاب لكل هاته الإيضاحات من أجل تنوير الرأي العام و الإسهام في تعميم التوعية الصحية ، من خلال جريدة كبيطال بريس الالكترونية .

                                                                                                      شكرا لكم كذلك . 

شاهد أيضاً

  نتنياهو يسعى للرد على إيران

أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي”بنيامبن نتنياهو” يدعم شن هجوم للرد على الهجوم …